وصلتنا من كبار الصحفيين في مختلف دول العالم العربي إتصالات واستفسارات عن مدى صدق الخبر المنتشر هذه الأيام بكثافة في مواقع التواصل الإجتماعي حول اعتماد القيادة السنغالية الجديدة اللغة العربية ” لغة رسمية ” بدل اللغة الفرنسية ، ونضطر في هذه السطور إلى نفي هذا الخبر جملة وتفصيلا لوضع حد لهذه الفبركة التي لا ندري ماذا وراءها ، !! ، ونستغرب صراحة هذا التدخل غير المهني في شؤون بلادنا من بعض أنصاف الصحفيين الذين لا يحترمون أساسيات المهنة الصحفية ،ولا يكلفون أنفسهم عناء التأكد والتحري قبل نشر خبر بهذا الحجم ، بل يهرفون بما لا يعرفون ، وكأن بلاط صاحبة الجلالة ” الصحافة” أصبح ملكا لكل من هب ودب ، بحيث يكتبون وينشرون قبل أن يعودوا إلى المصادر الموثوقة ،ويتنافسون في نشر أخبار عن السلطة الجديدة جلها مغامرات معلوماتية أقل ما يوصف بها أنها حماقة.
فمسألة اختيار اللغات الرسمية محسومة دستوريا ،ويكون عادة مدوّنًا في الفصل الأول من دساتير الدول ، فليس من المعقول أن يتم تغيير لغة رسمية بأخرى دون اللجوء إلى استفتاء شعبي دستوري يستغرق وقتا طويلا ، ولا يتم بقرار رئاسي أو مرسوم وزاري
الحاصل أن فخامة رئيس الجمهورية أعلن قراره بإنشاء إدارة في القصر الجمهوري تهتم بالشؤون الدينية و بقضية شهادات المستعربين وذلك بغية وضع حد للتهميش الذي كان يتعرض له حملة الثقافة العربية في السنغال
ونطالب الناشرين في المواقع العربية وغير العربية مراعاة ميثاق الشرف الصحفي بأخذ الأخبار من مصادرها الصحيحة ، واحترام قوانين مهنة المتاعب بحرفية وشرف ، لا بالتهور والارتجال ، فالصحافة مهنة نبيلة وسلطة موقرة ، فلا تلطخوها وتشينوها بهذه الممارسات المهينة.