بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
صاحب الفخامة، رئيس الجمهورية ؛
معالى الوزير الأول؛
السيد: رئيس الجمعية الوطنية؛
السيد: رئيس المجلس الدستوري؛
السيد: زعيم مؤسسة المعارضة الديموقراطية؛
أصحاب المعالى الوزراء؛
السادة رؤساء الهيئات العسكرية والأمنية؛
أصحاب السعادة السفراء وممثلو البعثاتِ الدبلوماسية؛
السادة ممثلو المنظمات الدولية المعتمدةِ في بلادنا؛
السيدة رئيسة رابطة العُمد الموريتانيين؛
السادة والسيدات العُمد؛
السادة الضيوف؛
السيد الوالى؛
السيدة رئيسة جهة انواكشوط؛
أيها السادة و السيدات؛
بداية، أود أن أتقدم إليكم ـ صاحب الفخامة ـ بجزيل الشكر وعظيم الامتنان، لتشريفِكُم لنا من خلالِ تَرؤُسِكم شخصياً، افتتاح المؤتمرِ العادي الثامن لرابطة العُمد الموريتانيين، بالرغم من انشغالاتِكم الجمّة، و التي اتسعت مؤخرا، بتوَلّيكُم الرئاسةَ الدورية للاتحاد الافريقي، وهي رئاسة نرجو أن تُكلل بالتوفيق والنجاح، وأغتنم هذه المناسبة، لأتوجه إلى فخامتكم، وإلى الشعب الموريتاني بأحر التهانئ،على نيْلكم إجماع نُظرائكم، قادةِ الدول الافريقية.
ويعكس هذا الإجماعُ، نجاعةَ سياساتِ بلادنا داخليا وخارجيا، وعلاقاتِها الطيبةَ مع الجميع، ومصداقيتَها لدى الشركاء الدوليين، وسيمكّن هذا التتويجُ من زيادة إشعاعِ البلاد على المستوى العالمي، بما في ذلك تمثيل القارة الإفريقية في المحافل الدولية، خاصة مجموعة العشرين،و يحصلُ هذا بعدَ أن شكلت بلادنا ـ في الفترة الأخيرة ـ وجهة للقادة الأفارقة والأوربيين.
هذا التألّقُ على المستوى الخارجي، واكبَه ـ صاحبَ الفـــــــخامة ـ وفاؤُكم بكل ما التزمتم بــــــــــــــــــــه في بـــــــــــرنامـــج ” تعهداتي”،سواء تعلق الأمرُ بالمدرسة الجمهورية أو بالاستــــــثمار في المجال الاجتماعي أو بتقوية اللُّحمة الاجتماعية، أو بمبادرات الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي، أو بالنهوضِ بأقطاب التنمية،أو باستتْباب الأمن والاستقرار، أو في التصدي للكوارث والأزمات، و على المستوى السياسي تمت ترقيةُ الديموقراطية و تقويةُ الجبهة الداخلية، بفضْل سياسةِ الانفتاح،والتهدئةِ السياسية ،التي انتهجْتُموها، مما مكّن من التوصّل إلى الاتفاق السياسي الجامع الذى مهّدَ لتنظيمِ الانتخابات النيابية و الجهوية و البلدية الأخيرة، في جوّ يطْبعُه الإجماعُ والتشاركُ، ذلك الاتفاق الذى أُتْبعَ ـ لاحقاًـ بالتوقيع على وثيقة الميثاق الجمهوري،و تثميناً لكل هذه المكاسب، ونظرا لتشبــــــــــُّثِكم الدائـــــــــــــم بسيـــــــادةِ البلد، ومصالحه الحيـــــــــوية،و عرفاناً منهم بالجميل، أصبح طيْفٌ عريضٌ من الموريتانيين من مختلف المشارب و المناطق يطالبون بمواصلة المسيرة، ويتطلّعون إلى استكمالِ الورشات الكبرى التي أطلقْتُموها خلال المأمورية الحالية.
إن حضورَكم اليوم ـ صاحب الفخامة ـ يعتبرُ أصدقَ برهانٍ على إرادتِكم القويةِ للدفع باللامركزية، وتَوجُّهِكم الرامي إلى جعل التنمية المحلية ،القاعدةَ الصلبةَ، لمكافحة الغبْن والهشاشة، وتحسينِ ظروفِ المواطنين، وإنصافِهم ، في كل رُكْن من الوطن.
وسبيلاً إلى كل هذا، استحدثتُم مجلساً وطنياً للامركزيةِ والتنمية المحلية،تحت رئاستِكم المباشرة، والذى يضُم في تشكيلته ممثلين عن العُمد، وهنا يجدر التنويه بأن هذا النموذج فريدٌ من نوعه، كإطار يتكفّل بالسهر على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للامركزية والتنمية المحلية المعتمدة من طرف الحكومة ، والتي تم تفعيلها عمليا.
صاحب الفخامة:
ينعقد هذا المؤتمر بعد تنظيم انتخابات بلدية توافقية، تم خلالها اعتمادُ نظام النسبية المطلقة، سعيا إلى توسيع قاعدة التمثيل، في المجالس البلدية ، و تعزيز الديمقراطية المحلية، وتحقيقِ إشراكٍ أكبرَ للمواطنين في تسيير شؤونهم.
أجدد ـ هناـ التهنئةَ لكافة العُمد على الثقةِ التى منحها لهم الناخبون، ولقد سبقَ أن الْتقيتُ بهم جميعا، طبقا لتعليماتكم السامية،فى سلسلة الملتقيات التكوينية و التوجيهية، التي نظمتْها الوزارة، قبل متَمّ السنة المنصرمة، مما مكّنني من الاستماع منهم لجملة التحديات التي تواجه بلدياتهم،ومن الاطلاع على مستوى إلْمامهم بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عواتقهم، وإسداء التوجيهات اللازمة لهم، بتقريب الخدمة من المواطنين،و الحرص على أن يسْتَوْفيَ هؤلاء، تلك الخدمةَ بيُسْر و سُرعةٍ وحفظِ كرامةٍ،بصِفَ تهم مُواطنين، دون وساطةٍ أو تمييز أو محاباة.
صاحب الفخامة:
طبقا لتوجيهاتكم السامية، بخصوص اللامركزية، تم تحقيق عدة مكاسب، لصالح البلديات ، نذكر منها، مثالا لا حصرا:
✓ استحداث ست(6) مقاطعات جديدة، و إنشاء 19 بلدية جديدة، لمزيد من تقريب الإدارة من المواطنين، وإشراكِهم في تسيير شؤونهم اليومية.
✓ زيادة مخصصات صندوق التنمية الجهوي من 350 مليون أوقية جديدة إلي 400 مليون أوقية، جديدة،سنويا.
✓ تحويل مبلغ 170 مليون أوقية جديدة، سنويا للبلديات في الداخل، لمساعدتها في مجهود النظافة،
✓ تحمّل مجهود النظافة عن بلديات نواكشوط، وهوما يكلف خزينة الدولة مبلغا سنويا في حدود مليار أوقية جديدة، فضلاً عن عديد المشاريع التي تمول عن طريق البرامج التنموية لصالح البلديات .
و في مجال النصوص:
✓ صدّر مرسوم يحدد المهام العامة للشرطة البلدية؛ سبيلا لتفعيلها، حتى تتمكن البلديات من تقديم حلول لبعض المشاكلِ المحلية المنوطةِ بها.
✓ تم إعدادُ مرسوم يُنشئ لجانا جهوية و محلية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الولايات والمقاطعات، سيُعهدُ إليها بتخطيط وتوجيه وتنفيذ ومتابعة برامج وسياساتِ واستراتيجيات الدولة، في مجال التنمية.
✓ ويوجد قانونُ النظام الأساسي لموظفي المجموعاتِ المحلية، في مراحل متقدمة ، فيما تم استحداثُ لجانٍ جهويةٍ للصفقات ، ستَتولى تسيير صفقات البلديات في مختلف الدوائر. وفيما يخص تنميةَ القُدُرات البشريةِ ، فقد نظمت الوزارة ـ كما أسلفتُ ـ سلسلة ملتقيات توجيهية وتكوينية لصالح كافة العُمد و يعتبر هذا التكوين الأوسعَ من نوعه ، هذا بالإضافة إلى تكويناتٍ عدّةٍ حول آليات التسيير الإداري والمالي للمجموعات المحلية، لصالحِ الطواقمِ البلدية.
وقبل الختام، أودّ أن أثمّن عاليا، الدور ا لمحوري ،الذي تلعبه رابطة العمد الموريتانيين، كإطارٍ جامع للعُمد ،ونحن نعوّل كثيرا، على إسهامها، مدعومةً من طرف الحكومة والشركاءِ فى التنمية، فى تنسيق الجهود وتأطير المنظومة البلدية، خدمة للعمل المشترك والتضامن ما بين البلديات، و التعاون الدولي.
وفى هذا الإطار ، أود أن أُجدد التأكيدَ على أن قطاعَنا، سيظل على استعدادٍ دائم لمواصلة الدعم والمؤازرة لرابطة العُمد الموريتانيين، بوصفها شريكاً أساسياً في مضمار النهوض باللامركزية.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.